كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي



وكما لم يفرق سيبويه هنا بين الحذف والإضمار، لم يفرق بينهما أيضا في أبواب نحوية أخرى كحذف الفعل في باب الإغراء والتحذير (1)، وكذلك صنع أكثر النحويين بعده (2)، ولذلك قال أبو حيان (ت: 745 هـ): "وهو موجود في اصطلاح النحويين، أعني أن يسمى الحذف إضمارا" (3)، وقال الشهاب (ت: 1069هـ): "وقد يستعمل كل منهما بمعنى الآخر كما يعلم بالاستقراء" (4) ومرد ذلك- كما يقول السهيلي (ت: 581هـ)- إلى "أن أكثر ألفاظ النحويين محمولة على التجاوز والتسامح لا على الحقيقة لأن مقصدهم التقريب على المبتدئين والتعليم للناشئين" (5).
وأما مذهب التفريق بينهما فيظهر باديا في المقامات الآتية:
في مقام الإبانة عن الحدود النحوية، فالإضمار ترك الشيء مع بقاء أثره والحذف أعم منه أي: سواء أبقي أثره أم لا (6)، فالتفريق المذكور مرجعه إلى الأثر، فإن بقي أثر العامل فهو إضمار وإلا فهو حذف، وجعل بعضهم مدار التفريق بينهما النية (7)، فما ترك ذكره من اللفظ وهو مراد بالنية إضمار، وما ترك ذكره في اللفظ والنية حذف.
- - - - - - - - - -
(1) ينظر: المرجع السابق: 1 /273- 274.
(2) ينظر جامع البيان: 18 /260، 20 /7- 8، وشرح المفصل: 1 /115، والإيضاح في شرح المفصل: 1 / 173 وشرح جمل الزجاجي لابن هشام: 83.
(3) البحر المحيط: 2 /86.
(4) حاشية الشهاب: 1 /278.
(5) نتائج الفكر: 165.
(6) ينظر البرهان: 30 /115- 116، والتعريفات: 46، وحاشية الشهاب: 1 / 278، والكليات: 384، 870 وكشاف اصطلاحات الفنون: 3 /110- 111، وظاهرة الاستغناء: 40.
(7) ينظر الكليات: 384، وكشاف اصطلاحات الفنون: 3 /111.